<blockquote class="postcontent restore">
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نسمع هذه الأيام عبارة الكريسمس و هابي نيو يار أو رأس السنة فما المناسبة ؟؟ و مامعنى هذه العبارتان ؟؟ و ما حكمهما في الإسلام ؟؟ - الكرسمس أو الكريسماس :
هو في يوم 25 ديسمبر( الذي ولد فيه المسيح كما
يعتقدون ) أي قبل رأس السنة تقريبا بأسبوع و يكون الاحتفال فيه عام و شامل
طوال اليوم و تكثر فيه الإضاءة و الأشجار و تمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك
رمزاً لإكليل المسيح و ثمرها الأحمر رمزاً لدمه ، و كان بداية استخدام
الشجرة كرمز تقريبا في القرن العاشر .
وفي هذا اليوم يشتهر عندهم حاليا ( البابا نويل ) وقد كان قبله باسم
(القديس نيكولاس الذي سخر نفسه لخدمة الكنسية و الرب كما يعتقدون ) و لكن
مسمى البابا نويل طغى في الشهرة و توزيع الهدايا للأطفال .
- عيد رأس السنة :
و هو من الطقوس الحديثة ، و هم يجتمعون في ليلة 1/1 (
يناير) من كل سنة ميلادية أي بعد انقضاء نهار اليوم 31 /12 ( ديسمبر )
يبدأ الاجتماع و من ثم تطفأ الأنوار إذا اقتربت الساعة من 12 ليلاً و
يبدأون العد عند قرب تمام الساعة 12 ، ثم يبدأ الاحتفال بالرقص و المجون
بعد الساعة 12 ليلاً حتى الصباح .
ما حكم تهنئة الكفار بعيد
الكريسماس ؟ و كيف نرد عليهم إذا هنؤونا به ؟ و هل يجوز الذهاب إلى أماكن
الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ و هل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً
مما ذكر بغير قصد ؟ و إنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجاً أو غير ذلك
من الأسباب ؟ و هل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟ الجواب تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق
، كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " أحكام أهل الذمة " ،
حيث قال : " و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق ، مثل
أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأه بهذا
العيد و نحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله
، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس ، و ارتكاب الفرج الحرام و
نحوه . و كثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، و لا يدري قبح ما فعل ،
فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله و سخطه " . انتهى
كلامه - رحمه الله - .
و إنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً و
بهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر
الكفر، و رضا به لهم ، و إن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم
على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا
يرضى بذلك ، كما قال الله تعالى : " إن تكفروا فإن الله غني عنكم و لا يرضى
لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم " [ الزمر: 7 ] و قال تعالى : " اليوم
أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً " [
المائدة: 3] .
و تهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
و إذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك
، لأنها ليست بأعياد لنا ، و لأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها
إما مبتدعة في دينهم ، و إما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله
به محمداً صلى الله عليه و سلم إلى جميع الخلق ، و قال فيه : " و من يبتغ
غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين " [ آل
عمران:85 ] .
و إجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
و كذلك يحرم على
المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا
أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال و نحو ذلك ، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط
المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور
قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، و ربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص و
استذلال الضعفاء " انتهى كلامه - رحمه الله - .
و من فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياءً أو
لغير ذلك من الأسباب ، لأنه من المداهنة في دين الله و من أسباب تقوية نفوس
الكفار و فخرهم بدينهم .
و الله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم و يرزقهم الثبات عليه و ينصرهم على أعدائهم إنه قوي عزيز .
فتوى الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله </blockquote>